اعتبر الفنان اللبناني رامي عياش أن المغرب أحد أجمل بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك للهدوء والاستقرار الذي يتمتع به، معتبرا أن الأغنية المغربية تتميز بالإيقاع والألحان الجميلة، وأن هذه الأسباب هي التي جعلت العديد من الفنانين العرب يتجهون للغناء بالدارجة المغربية، منوها في الآن نفسه بالذوق الذي تتميز به جماهير المملكة، ومؤكدا أنه يطمح دائما إلى تقديم الأفضل لجماهيره في المغرب.
الفنان الملقب بـ"البوب ستار" يرى، في حوار مع هسبريس، أن الواقع السياسي الإقليميّ الحالي له تأثير كبير على الفنانين، مبرزا الدور الذي يلعبه الكثير من الفنانين الذين يحملون على كاهلهم مسؤولية تقديم الموسيقى الجيدة ويبحثون عن الكلمة واللحن المميز، على الرغم من كون منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، اليوم، باتت تعيش وضعا صعبا، حسب تعبيره.
من يعرف رامي عياش يعرف الحب الصادق المتبادل بينه وبين المغرب، وطنا وشعبا، فما سر هذا الشغف الذي نشهده منذ سنين؟
هذا الحب الذي يكنه لي الجمهور المغربي هو نعمة أشكر الله عليها كثيرا، فحب الجمهور بالنسبة لأي فنان هو معيار للنجاح والتألق. وبدون جمهور لن يكون هناك فنان.. ولا تفسير لدي غير أني أعشق بكل صدق أهلي المغاربة وأحترمهم كثيرا، وأحب طيبتهم وحسهم الفني الراقي.
أديت العديد من الأغاني بالدارجة المغربية، كما أعدت توزيع البعض منها، كيف بدأت تجربتك مع الغناء بلسان المغاربة؟
أنا أفتخر جدا بكوني من أول الداعمين للهجة المغربية والغناء بها، فمنذ ما يناهز 10 سنوات على الأقل بدأت بالحديث عنها وعن جمالية أغانيها، كما أنني فخور جدًا لما وصلت إليه اليوم، وبالاهتمام الذي أصبحت تحظى به في الساحة الفنية العربية.
حضرت مؤخرا لأغنية مغربية جديدة، ما هو الجاذب في اللهجة المغربية حتى بدأ العديد من الفنانين العرب يتجهون إلى الغناء بها؟
الإيقاع والألحان المغربية جميلة جدا، وأظن أن هذا من أهم الأسباب التي جعلت العديد من الفنانين العرب يتوجهون إلى الغناء باللهجة المغربية. كما أن الجمهور المغربي ذواق ويتمتع بحس فني عال، وبالتالي فإن أي عمل فني أنجز لهم يحظى بالقيمة التي يستحقها..وأتمنى أن تصل الأغنية المغربية إلى نجاح أكبر.
أنت شبه مستقر في المغرب، ولقبك الجمهور بـ"ابن المغرب" أو "حبيب المغاربة"، فما الذي يغريك في هذا البلد البعيد عن الشرق الأوسط؟
في المغرب أشعر دائما بأنني بين أهلي وأحبابي، فهذا البلد الجميل يتمتع بنعم تجعله مميزا عن غيره من الدول العربية، كنعمة الهدوء والاستقرار.. وما أتمناه لهذا البلد هو أن يحميه الله من كل سوء، وأن يبقي الملك محمد السادس على رأس هذه المملكة الحبيبة.
رامي عياش ذو الصوت الفخم والإطلالة المتميزة .. هل تعتبر نفسك محظوظا بعد نجاحك على المستويَين العملي والشخصي؟
لازلت في بداية الطريق، ولا أعتبر نفسي محظوظا، فلا حظوظ في الفن.. السلاح الوحيد للنجاح والاستمرارية بالنسبة لأي فنان هو الاجتهاد والعمل المتواصل واختيار الأفضل الذي يليق بانتظارات الجمهور وطموحاته.
رزقت مؤخرا بمولود صبي؛ ألف مبروك .. حدثنا قليلا عن رامي الأب، وما الذي غيره وجود ابنك في حياتك؟
شكرا.. في الحقيقة لم يمض على ولادة ابني سوى أسبوع واحد فقط، وبالتالي من الصعب أن أقيم التغيير الذي أحدثه ذلك على حياتي؛ لكنني أتمنى أن يكون ذلك جيدا سواء على المستوى الشخصي أو العملي، وألا يؤثر انشغالي الدائم على حياتي العائلية، كما أتمنى أن تكون أيامه جميلة.
يقولون إن وراء كل رجل عظيم امرأة .. هل تعيش عظمة النجاح بمساعدة زوجتك في مشوارك الفني المتعب؟
لا أحب كلمة عظمة، فأنا لازلت أعتبر نفسي في بداية الطريق؛ إنما أحمد الله وأشكره كثيرا على المكانة التي أحتلها في الساحة الفنية العربية. أما وجود المرأة فهو أساسي للنجاح، وتواجد زوجتي إلى جانبي ومساندتها لي يشكل حافزا لي وعاملا يساعدني على المزيد من الإبداع والتألق.
لكل فنان معجبون ومعجبات، ولا شك أن المعجبات بك كثيرات .. كيف يواجه رامي عياش غيرة زوجته؟
في الحقيقة أنا لا أواجه هذا المشكل بتاتا، فزوجتي تتفهم كثيرا طبيعة عملي، وتقف دائما إلى جانبي، فكيف تغار من المعجبات بي وهن بالنسبة لها أخوات تحبهن ويحببنها؟..إنها معهن على تواصل دائم.
هل يعني هذا أن ممارستك الفنية لا تؤثر على حياتك الشخصية، وخاصة حياتك العاطفية؟
الوقت الضيق أثر على حياتي العاطفية والاجتماعية، فكثرة الانشغالات والمواعيد الفنية تأخذني بشكل كبير على حساب حياتي العائلية؛ لكني أحاول جاهدا أن أعطي كل جانب حقه، لضمان التوازن والاستمرارية، وحتى لا أقع في ظلم أي طرف.
لو نتحدث عن المشهد السياسي الحالي بشمال إفريقيا والشرق الأوسط .. هل تأثر فنانو المنطقة بالأوضاع الراهنة؟
طبعاً للوضع السياسي العربي تأثير كبير على الفنانين.. إن لم يكن له تأثير مباشر على الجانب المادي، فإنه يؤثر على الجانب المعنوي. والحمد لله أنه لازال هناك فنانون يحملون على كاهلهم مسؤولية تقديم الموسيقى الجيدة، ويبحثون عن الكلمة واللحن المميز.. أنا من عشاق السيدة فيروز، والأستاذ وديع الصافي..فنهما مدرسة تربينا عليها.
لنتحدث عن رامي الإنسان، الذي تبنى قضايا الطفولة، منذ سنوات، من خلال جمعية "عياش الطفولة".. حدثنا عن الجمعية وأهدافها.
جمعية "عياش الطفولة" جمعية خيرية، تأسست لهدف إنساني نبيل، إذ تهتم بتأمين التعليم للأطفال الأقل حظا في المجتمع.. بدأ المشوار مع 60 طالبا/ة، حتى أصبح العدد اليوم يفوق 1500 طالب/ة! كما أخذت الجمعية على عاتقها التعليم الموسيقي المجاني، من خلال إنشاء معهد موسيقي للعزف على آلات النفخ، والتي تعد الأكثر أجرا.
أما في المغرب فقد انتهت مؤخرا جمعية "عياش الطفولة المغرب"، بتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، من بناء وتأهيل مركزين للتعليم الأولي للأطفال في المناطق القروية وشبه الحضرية، وتجهيزهما بكافة المستلزمات التعليمية والأكاديمية اللازمة، نظرا لأهمية هذه المرحلة الحاسمة والانتقالية في النمو المعرفي للطفل، وكذلك من أجل تقليص فرص الهدر المدرسي. عدا عن النشاطات الثقافية السنوية للجمعية.
كما أود أن أوجه دعوة مفتوحة لكل من تهمه قضية الطفولة إلى أن ينضم إلى فريق عمل نشيط يتطلع إلى غد أفضل، ويؤمن بدور المجتمع المدني في إحداث التغيير.
ما هي الرسالة التي تريد توجيهها لمتتبعيك في المغرب؟
أشكرك على منحي فرصة التواصل مع جمهوري في المغرب، والذي أقول له إنني أحبه كثيرا، وسأعمل دائما على تقديم الأفضل لهم، و''الله يديمها محبة بيناتنا يا رب".
التعليقات على الموضوع