جاد شويري: أصوات المغاربة جميلة .. وأوضاع العرب رديئة

اعتبر الفنان اللبناني جاد شويري أن الساحة الفنية المغربية تعج بالأصوات الغنائية الجميلة، كما أنها تتميز بالعديد من الأنماط الغنائية التي تمزج بين النغمات العربية ونغمات مغربية خاصة، منوها بالذوق الذي تتميز به الجماهير المغربية، ومؤكدا أنه يطمح دائما إلى تقديم الأفضل لجماهيره في المغرب.
المخرج والملحن المثير للجدل يرى في حوار مع هسبريس أن تعبير "الربيع العربي" لم يعد يناسب أبداً للواقع الذي نعيشه، وذلك لكون العالم العربي يعيش اليوم وضعا صعبا، مبرزا الدور الذي يمكن أن يقوم به الفنان من أجل تحقيق ديمقراطية حقيقية، وكذا تثقيف الشعوب العربية، لأن الديمقراطية بدون ثقافة ووعي لا تنفع في شيء، حسب تعبيره.
بعد ما وصف إعلاميا بـ"الربيع العربي".. كيف تصف واقع البلدان العربية كفنان له زاوية رؤية مختلفة؟
أجد أن الوضع في العالم العربي سيء جدا، ولا أعرف إن كان هذا جزءا من مؤامرة كبيرة على المنطقة العربية. الأمر يشبه كرة الثلج تكبر شيئا فشيئا.. هناك تضارب في المصالح الخارجية حول منطقتنا.
دورنا نحن كفانين هو أن نساهم، كل من موقعه، في تحقيق ديمقراطية حقيقية، عبر تثقيف الشعوب العربية، لأن الديمقراطية بدون ثقافة ووعي لا تنفع في شيء.
هل تعتقد أن العالم العربي دخل ربيعا ديمقراطيا بعد سقوط بعض "الديكتاتوريات" العربية؟
الديمقراطية هي من الأنظمة الأقل سوءا، حتى لا نقول أفضل الأنظمة، لأنها تعاني أيضا من مجموعة من المشاكل، فليس من الضروري أن يكون رأي الطرف الأكبر من الشعب هو الرأي الصائب، ولذلك كما قلت سابقا وجب تثقيف الشعب وتوعيته.
من أجل الوصول إلى ديمقراطية حقيقية من الضروري المرور عبر مرحلة من الفوضى، لأن شعوبنا غير متعودة على الديمقراطية، نظرا للكبت السياسي الممارس عليها.
في خضم التحديات التي تواجهها المجتمعات العربية، أي دور يمكن للفنان أن يلعبه في رأيك؟
دور الفنان هو أن يجمع الناس وأن يزرع فيهم ثقافة الحرية وإبداء الرأي واحترام الآخر. حتى إن لم نحترم بعضنا في عالم الفن، فالفنانون ينتقدون بعضهم كثيرا ولا يتقبلون الاختلاف.. وأنا شخصيا عانيت كثيرا من هذا الأمر.
أجد أن أكبر رسالة يمكن أن يؤديها الفنان هي أن يوحد الشعوب، وأن يساهم في اختفاء جميع الاختلافات، سواء كانت سياسية أو دينية أو عرقية، حتى لا ينكب تفكير الناس على انتماءاتهم فقط.
الملاحظ أن الفضائيات العربية أصبحت أكثر عدداً، وأصبح الفن الجميل والمبدعون الحقيقيون غائبون؛ من يتحمل في رأيك مسؤولية ذلك، هل القائمون على الفضائيات أم الكم الهائل من الأصوات الجديدة؟
بالعكس، رغم أن القنوات الفضائية تزايدت بشكل كبير، إلا أنه لا توجد أي فضائية قادرة على إيصال أو إنجاح أغنية معينة.. إنجاح أي أغنية أصبح يتطلب مجهودا أكبر من جهة، ومن جهة أخرى لازال أخرى الفن الجميل يحتفظ بمكانه، لكنه أصبح يتطلب اهتماما شاملا من حيث الصورة والتوزيع بطريقة حديثة.
لماذا لا نخضع الفن الراقي والأغاني القديمة والطربية لطرق التواصل الحديثة، وفي الوقت نفسه يمكننا تقديم أغاني بوب خفيفة من أجل التسلية، فالساحة مفتوحة للجميع.
لو ننتقل إلى الحديث عن الساحة الفنية المغربية، المليئة بالأصوات التي تستحق الاهتمام؛ هل فكرت يوما في غناء "دويتو" مع أحد الفنانين المغاربة؟
الساحة المغربية فيها أصوات جميلة جدا كما قلت، وفيها أيضا أنماط غنائية جميلة تعجبني كثيرا، لأنها تمزج بين النغمات العربية ونغمات مغربية خاصة.
أكيد أنني فكرت في العمل مع الأصوات المغربية من قبل، لكنني لم أستقر بعد على اسم محدد..المغرب من البلدان العربية التي أحبها، لأن فيه مزيجا مهما من الثقافات.
الأكيد أن للفنان شويري معجبون في المغرب، كيف ترى تفاعل الجمهور المغربي مع فنك؟
أنا سعيد جدا لأن جمهورا كبيرا في المغرب يحبني ويتابعني، لأن ذوقه الفني عال ولا يقبل بأي كان، آخر حفلة أقمتها في المغرب كانت سنة 2010 في مهرجان الدار البيضاء، وشهدت إقبالا كبيرا.. أحببت كثيرا التجربة وتفاعل الجمهور.
عندي أصدقاء كثر بالمغرب، وكذلك عدة معجبين أتواصل معهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأطمح دائما إلى تقديم الأفضل لهم.